الخميس، 30 يوليو 2020

سفهاء وفقهاء في عصر الغربة

سفهاء وفقهاء في عصر الغربة Ae10

سفهاء وفقهاء في عصر الغربة
البعض يموت فيحزن ويترحم عليه الناس لما ترك من خير ومانفع به البلاد والعباد أمثال طبيب الغلابة أياه الدكتور محمد مشالي-رحمه الله- ، والبعض الأخر يتمني الناس ذهابه وموته غير مأسوفا عليه أو هدايته ورجوعه للحق ، لما ترك من من مصائب وفتاوي أفسد بها البلاد والعباد وخالف بها القرآن وبارز بها رب العباد وأدخل جنته ماشاء ممن عبد غيره واشرك به وفسد وأفسد العباد والبلاد .
ا
أو ممن استحل سفك الدماء وتكفير عباد الله وهانت عليه أعراض العفيفات بسبب التعصب السياسي أو حب المال والهوي عن قول الحق والجهر به.
ورب الكعبة لن تستقيم أمة جعلت سفهائها لهم كلمة ورنة مسموعة قي وسائل أعلامها يسممون عقول أبنائها واتخذوا دينهم لعبا ولهواً بلا رادع من دين أو قانون ،ويتلاعبون بها وبعقيدتها وهم لايعرفون من الإسلام إلا أسمه ومن القرآن إلا رسمه !
أنهم أحفاد أبو جهل في كل عصر ومصر وحسينا الله ونعم الوكيل.
ليت عقلاء الأمة يتفقهون ويتركوا سفاسف الأمور والاختلافات والتنافس الأعمي والتعصب الممقوت، ويعملون بهذا الحديث النبوي الشريف قبل أن يغرق الجميع الصالح والطالح في هوة مالها من قرار، فقد حذر النبي وأنذر فعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «مَثَلُ الْقَائِمِ عَلَى حُدُودِ اللَّهِ وَالْوَاقِعِ فِيهَا؛ كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سَفِينَةٍ, فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَعْلَاهَا, وَبَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا, فَكَانَ الَّذِينَ فِي أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوْا مِن الْمَاءِ مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقَهُمْ, فَقَالُوا: لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا فِي نَصِيبِنَا خَرْقًا وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا, فَإِنْ يَتْرُكُوهُمْ وَمَا أَرَادُوا هَلَكُوا جَمِيعًا, وَإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِمْ نَجَوْا وَنَجَوْا جَمِيعًا» (رواه البخاري).
اللهم ارفق بهذه الأمة في هذه الايام المباركة وتجاوز عنها وبارك في صالحيها وعلمائها ممن تمسك بالحق ونطق به لايخاف إلا منك، وبارك فيمن أخلص تيته في العمل والقول ابتغاة مرضاتك مهما قيل عنه للتحقير منه وتسفيهه ظلما وزوراً، من مرضي القلوب وأهل النفاق فيكفي رضاك عنه ،والهمنا الصبر والرضا أن كناعاجزين ومحتارين وضعفاء لا حول ولاقوة إلا بك، وأظهر لنا الحق جليا وأحشرنا مع أهله غير نداما ولا خزايا يارب العالمين اللهم آمين
وكتبه/ سيد مبارك

فضل يوم عرفة



فضل يوم عرفة

الحمد لله وكفي والصلاة والسلام علي من اصطفي وبعد
**أحبتي في الله ستطول فترة العلاج فالطبيب والتأمين الصحي الخاص بي تبين أن هناك اعتلال يسبب لي تداخل الرؤية كما أنها ضبابية وهناك رشح في العين اليمني لزيادة نسبة السكر ناهيكم عن الضغط المرتفع والحمد لله تم ضبط نسبة السكر وهو قابل للعلاج، وقيل لي أمس يستلزم حقنتين في العين غير ماتم سابقا لعدم نجاحها ولله الحمد وبالتحديد يوم8/5 الشهر القادم ثم بعد شهر الحقنة الثانية من نوع لوسنتس لعلاج اعتلال الشبكية " "LUCENTIS" والحقنتين في التأمين الصحي في الدقي مستشفي 6 اكتوبر ولله الحمد علي كل حال.
وسألت الطبيب قال لا مشكلة في الكتابة طبعا دون جهد والامتناع عند الإرهاق وهذا يكفيني، ومن ثم أن شاء الله علي قدر مانستطيع نعود ونواصل النشر من الغد في صفحاتنا المختلفة لطول فترة العلاج والنشر الدعوي بالنسبة لي ترياق للقلب ونبض الحياة وبدونه لا اشعر أني بخير ،ونبدأ اليوم بموضوع لن يمر مرور الكرام ولا نذكرفضله وهو يوم عرفه ببركاته ورحمته الذي سوف نعيشه أن شاء الله غدا لو كان لناعمر
من فضل يوم عرفه:
-هو أحد الأيام العشرة الفاضلة في هذا الشهر الذي أقسم الله بها في كتابه فقال تعالي قال تعالى : ( والفجر وليال عشر ) قال ابن عباس وابن الزبير ومجاهد وغير واحد من السلف والخلف : إنها عشر ذي الحجة . قال ابن كثير : وهو الصحيح (8/413).
-وهو اليوم الذي اكتملت فيه رسالة الإسلام وأتم به النعمة، قال عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- : إن رجلا من اليهود قال : يا أمير المؤمنين آية في كتابكم تقرؤونها، لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيدا. قال : أي آية؟ قال: ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الْإِسْلَامَ دِينًا) [ سورة المائدة:5]. قال عمر – رضي الله عنه- : قد عرفنا ذلك اليوم الذي نزلت فيه على النبي صلى الله عليه وسلم وهو قائم بعرفة يوم الجمعة.
-وهو أكثر الأيام التي يعتق فيها الله الرقاب من النار فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة) رواه مسلم
-ويوم عرفة كما تعلمون وفضل صيامه لايخفي علي مسلم فقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على صيامه بالذات دون هذه التسع التي قبله فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم عندما سئل عن صيام يوم عرفة : (يكفر السنة الماضية والسنة القابلة) رواه مسلم
وهذا لغير الحاج وأما الحاج فلا يسن له صيام يوم عرفة لأنه يوم عيد لأهل الموقف.
**وفضله كثير وكثير والذي أنبه عليه الأحبة لا تنسوا التكبير فيه وأيام التشريق حتي عصر اليوم الثالث منه.
فقد ذكر العلماء أن التكبير ينقسم إلى قسمين : التكبير المقيد الذي يكون عقب الصلوات المفروضة ويبدأ من فجر يوم عرفة أن شاء الله
وللعلم لم يثبت في التكبير وصيغته شيء من ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث صحيح.
،وأصح ما ورد في التكبيرمن أقوال الصحابة كقول علي وابن مسعود _ رضي الله عنهما_
وصيغة التكبيرالمشهورة وهناك :
الصيغة الأول : " الله أكبر .. الله أكبر .. لا إله إلا الله ، الله أكبر .. الله أكبر .. ولله الحمد "
الصيغة الثانية : " الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر .. لا إله إلا الله ، الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر .. ولله الحمد "
الصيغة الثالث : " الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر .. لا إله إلا الله ، الله أكبر .. الله أكبر .. ولله الحمد " .
والأمر واسع في هذا لعدم وجود نص عن النبي صلى الله عليه وسلم كما قلنا يحدد صيغة معينة.
وأما التكبير المطلق فهو الذي يكون في عموم الأوقات ويبدأ من أول ذي الحجة حيث كان ابن عمر وأبو هريرة رضي الله عنهم يخرجون إلى السوق يكبرون ويكبر الناس بتكبيرهما) والمقصود تذكير الناس ليكبروا فرادى لا جماعة .
وفي نهاية هذه الكلمة لا تنسوا الدعاء لكم ولأهليكم وأولادكم وأحبتكم في الله والتوسع عليهم
لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر الله عز وجل ) رواه مسلم 1141
وكذلك الدعاء يوم عرفة مستجاب أن شاء الله فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (خير الدعاء دعاء يوم عرفة ) صححه الألباني في كتابه السلسة الصحيحة.
هذه كلمة بسيطة للتنبيه والتذكير وأن شاء الله نعود من الغد دون جهد لطول العلاج واستمراره ونتابعكم بقدر المستطاع حتي يأذن الله لنا بالشفاء ، فلا تنسونا بالدعاء ونحن كذلك
وكتبه /سيد مبارك

كل عام وأنتم إلي الله أقرب

كل عام وأنتم إلي الله أقرب أحبتي


عيدكم مبارك غدا عيدنا يأهل الإسلام وأحباب الرسول الكريم وكل عام وأنتم بخير حال وتقبل الله منا ومنكم وختم لنا ولكم بحسن الخاتمة في الدنيا والآخرة.
الله أكبر ..الله أكبر ..الله أكبر
لا إله إلا الله
الله أكبر..الله أكبر
ولله الحمد
أخيكم في الله والفقير إلي عفو ربه ومولاه
سيد مبارك

كل عام وأنتم إلي الله أقرب عيدكم مبارك Oaoa_a10

الأربعاء، 24 يونيو 2020

الصفحات الدعوية للشيخ علي الفيس بوك



الصفحات الدعوية للشيخ علي الفيس بوك
*************


الصفحة العامة الرسمية
صفحات الشيخ المختلفة علي الفيس Aayo_a10


صفحة أنت تسأل والشيخ يجيب
صفحات الشيخ المختلفة علي الفيس Ao_oa10



صفحة روائع البيان في تفسير آيات القرآن
صفحات الشيخ المختلفة علي الفيس Ya_aoo10


صفحة المكتبة العلمية للكاتب سيد مبارك
صفحات الشيخ المختلفة علي الفيس Aao_aa10


جامع الروائع الفوسبوكية

الأحد، 7 يونيو 2020

صفحتي العامة في الفيس بوك



تابع صفحتي العامة علي الفيس بوك وكل جديد كم المقالات 

 

بالصبر علي المعصية تنال الرحمة



بالصبر علي المعصية تنال الرحمة
الصبر أنواع فقد يكون صبر علي طاعة أو صبر علي المعصية والكثير يتكلم عن الصبر علي الطاعة كالصلاة والصيام والأمر بالمعروف والنهي المنكر ..الخ.
والقليل من يتكلم عن الصبر علي المعصية كالصبر عن الغيبة والنميمة والكذب والتكاسل عن الصلاة والغفلة عن الذكر ..الخ
مع أن الصبر علي المعصية والوقوع فيها بالمجاهدة اشق علي النفس و سبباً للطاعة ومصدرها أن كانت لله كما لايخفي.
ومن الأحاديث النبوية التي اشعر فيها مدي الرحمة الربانية لعباده الصابرون أن ضلوا الطريق أو زلة أقدامهم عن الطريق المستقيم لسبب من الأسباب، والتي وسعت رحمته فيها كل شيء، حديث قدسي عن أبي هريرة "عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يحكي عن ربه عز وجل قال" أذنب عبد ذنبا فقال اللهم اغفر لي ذنبي فقال تبارك وتعالى أذنب عبدي ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب ثم عاد فأذنب فقال أي رب اغفر لي ذنبي فقال تبارك وتعالى عبدي أذنب ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب ثم عاد فأذنب فقال أي رب اغفر لي ذنبي فقال تبارك وتعالى أذنب عبدي ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب اعمل ما شئت فقد غفرت لك"-أخرجه مسلم في التوبة
ولا أظن أن هناك ما يقال تعليقاً علي هذا الحديث فهو ظاهر جلي في معناه ، وعظيم في مغزاه .
والذي ينبغي أن يقال هنا أن علينا معشر التائبين إلي الله تعالي من المعاصي والأثام أن نصبر
نعم ورب الكعبة الصبر ثم الصبر ثم الصبر حتي ننال البشارة التي ذكرها رب العزة في قوله تعالي { وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157)}-البقرة
فالصبر مفتاح للكروب ودواء للقلوب في أن واحد يحثنا علي الاحتمال ويعالج الجروح مهما طال الزمان ،وينبغي علي كل عاصي وتائب ترويض نفسه علي الالتزام وعدم الخروج عن حدود الله بعد أن هداها الله عند أول صدمة مع الواقع المر ..
كلا . ينبغي الصمود مهما كان الثمن والتضحيات وعظمة البلية .
-يقول ابن القيم – رحمه الله في " عدة الصابرين " ما نصه:
" أن يصبر عن صرفها في الحرام فلا يمكن نفسه من كل ما تريده منها فإنها توقعه في الحرام فإن احترز كل الاحتراز أوقعته في المكروه ولا يصبر على السراء إلا الصديقون
-وقال بعض السلف:
البلاء يصبر عليه المؤمن والكافر ولا يصبر على العافية إلا الصديقون
نسأل الله أن يختم لنا جميعا بحسن الخاتمة في الدنيا والآخرة إنه ولي ذلك والقادر عليه
وكتبه/سيد مبارك

التزام الأدب مع المخالفين أولي من التعصب للباطل .

التزام الأدب مع المخالفين أولي من التعصب للباطل .
الاختلاف عموماً طبيعي ومفهوم فالخلاف يعني المضادة والمخالفة ،وقد اختلف الناس علي مر العصور،بل قد يختلف المرء مع نفسه !
فاليوم يري قولاً وغدا يتراجع عنه أن رأي غيره صواباً ونبينا - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((إني والله لا أحلف على يمين فأرى غيرها خيرًا منها إلا كفَّرت عن يميني وأتيت الذي هو خير))؛ مسلم.
وحديثي ليس علي عموم الاختلاف فالأفهام تتباين فهذا مفهوم وقد اختلف الصحابة والتابعين وغيرهم، وغير المفهوم هو الاختلاف في الثابت في الدين بالذات وبدليل من كتاب أو سنة صحيحة، وكان صريحا لا يحتمل التأويل وهو مذموم ،وليس رحمة بدليل (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً ۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118( إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ .. (119))-هود
فالرحمة في ترك الخلاف إلا بحقه، وسببه الجهل والتعصب أولاً، وقلة الأدب مع المخالفين ثانياً.
ولقد حذر منه نبينا فقال - صلى الله عليه وسلم -: "فإنه مَن يَعِشْ منكم بعدي فسيرى اختلافًا كثيرًا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديِّين، تمسَّكوا بها، وعضُّوا عليها بالنواجذ".
وكلما ابتعدنا عن زمن النبوة، كان الاختلاف أكثر وأشد وفي عصرنا هذا بالذات ، ولكن ينبغي أن كان الخلاف محمود وبحق دون غاية وتعصب ألا يُفسِد للود قضية لأنه اختلاف تنوع ويصب في وعاء واحد لفهم الدليل وليس لتركه، وأن يكون محفزًا لنا للاستنباط وفَهم النصوص.
فالاختلاف أمر طبيعي في كل عصر ومصر .
ولكن لا يعني أن تحل لنفسك السب والقدح وتتلاعب بالألفاظ فكن راقياً مؤدباً وأعلم أن الله تعالي (لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَن ظُلِمَ ۚ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا (148))-النساء
والنبي –صلي الله عليه وسلم -قَالَ: (سِبَابُ الْمُسْلِم فُسُوقٌ وَقِتالُهُ كُفْرٌ). متفق عليه
فالاختلاف حاصل وموجود ومشروع بأمر الله سبحانه وتعالى، ولكن شريطة رده إلى القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة، والاختلاف يكون فى الفروع وليس فى العقيدة فانتبه.
ويا للعجب علي الفيس تري كثيراً من الخلط والعك الفقهي في عشرات الصفحات بحق وبدون حق..
منا من يتبع العادات والتقاليد في منشوراته ويخلطها بالدين .. ومنا تلاميذ المذاهب الفقهية واكثرهم علي خير يتناقشون بأدب واحترام دون تسفيه للأخر، وبعضهم من المتعصبين فمع وضوح الدليل البين الصريح الذي لا يحتمل تأويله لقول أخر ولا يجوز الاجتهاد فيه والذي اتبعه الصحابة وثابت في سنته-صلي الله عليه وسلم- و تراهم يجتهدون في السب والقدح في علماء شهد لهم القاصي والداني بعلمهم وورعهم ممن
يستشهد بهم المخالف للانتصار للمذهب تارة بحجة العصرنة واختلاف الأـحوال،وتارة أخري يدعون عدم فهمهم في التفريق بين المنطوق والمفهوم ، وكان هؤلاء العلماء ينشرون العلم والفقه وهؤلاء المتعصبين المذهبيين لم يولدوا بعد!
ومنا من يدعو للتصوف والشرك بدعاء غير الله بزعم أنهم أوليائه واصفياءه!
ومنا من يتبع الدليل فأن لم يفقهوه ففي اجتهاد العلماء الثقات مهما اختلفت توجهاتهم ومذهبيتهم فالحق غايتهم ،ولكن البعض منهم يتعصب للدليل وقد يحتمل التأويل حقاً وكذلك الاختلاف بين المنطوق والمفهوم ، ودون النظر في النصوص، وما تَحتمله من معانٍ ومقاصدَ ودلالات يُستفاد منها .
ولا يسع صدرهم لغيرذلك ويتهم المخالفين برد الوحي ومخالفة السنة وليس الأمر كذلك، ومنا من رأي أن يستفتي قلبه ويترك كل هذا الخلط والعك والاختلاف الذي أصابه بالدوار وأتبع هواه فأضل نفسه وأضل غيره..وغير ذلك كثير
والكل مخطأ حتماً إلا من رحم ربي.
ولا فلاح ألا بالعمل بالكتاب والسنة بفهم السلف مع احترام العلماء واختلافاتهم أن كانت معتبرة وتحتمل المخالفة وإلا فلا والحق أحق أن يتبع.
فالكلام كثير ومثير، لكن التطبيق والعمل قليل، وهذه آفة الجميع إلا من رحم ربي.
وتري التناقض في صفحه المخالف بين الفهم والتطبيق واضحة ولا يحتاج لرد أو تعليق
وهو دليل إدانته فبئس الهوي الذي يصد عن الحق.
ولكن أضعف الأيمان التواضع للمخالف والحذر من قلة الأدب التي فاحت علي صفحات الفيس للمخالف.. هذا فقط ما أتمني مراعاته علي الأقل في وقتنا الحاضر لما نراه من مصائب في الدعوة بعلم أو جهل الكل واقع فيها إلا من هداه الله وحفظ قلمه ولسانه في منشوراته علي العامة.
وكما قلت الكلام كثير بالحق أو بالباطل أما الدعوة للمنهج نفسه والعمل بالسنة فإلي الله المشتكي .
وكتبه/ سيد مبارك

دعاء ذهاب الهموم والاحزان والعجز

دعاء ذهاب الهموم والاحزان والعجز
من أدعية النبي -صلي الله عليه وسلم - التي تمس حياة الناس في واقعهم( اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الْجُبْنِ وَالْبُخْلِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ غَلَبَةِ الدَّيْنِ وَقَهْرِ الرِّجَالِ )
أحبتي هل لنا في سؤال؟
أين الرضا والقناعة بنعم الله علينا؟
لماذا الكثير منا ساخط علي حاله ..لا يرضيه شيئأ أبدا .. ويطمع في المزيد والمزيد ..
إن كثيراً من الناس عندما يصيبها بلاء لا تصبر وتتمرد على قضاء الله والله سبحانه وتعالى يقول : (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ )الزمر 10..
-وأن كان يظن الواحد منا أن كل ما يحدث له مصيبة تستحق منه كل هذا الجزع والخوف والهم والغم فهومخطأ قطعاً
لأن كل المصائب تهون إلا المصيبة في الدين فأن ترك الصلاة والصوم والحج والخروج عن حدود الله تعالي فيه خسران الدنيا والآخرة معا ,،ومادام المسلم مؤمن إنه لن يصيبه إلا ما كتبه الله له ..فلماذا أذاً الخوف من المجهول ؟!!
- يحكي أن إبراهيم أبن أدهم وجد رجلاً مهموم فقال له :
أني سألك عن ثلاثة فأجب... قال : نعم
قال له : أيجري في هذا الكون شيئاً لا يريده الله ؟
قال الرجل : كلا .. قال له : أينقص من رزقك شيئاً كتبه الله لك ؟
قال الرجل : كلا .. قال له : أينقضي من عمرك شيئاً كتبه الله لك ؟
قال الرجل : كلا ..فقال له : علام الحزن أذن
. قد تقول أن زوجتي لا تقنع ولا ترضي وتحملني ما لا طاقة لي به ..
فعجبا لحال الرجولة اليوم ؟!!
لماذا هذا الضعف ؟ ولماذا صارت الزوجة هي رجل البيت وربتة في نفس الوقت ؟..
...حسناً ماذا نقول لا بأس من التجديد في زمن انقلبت فيه المعايير والقيم!!
وقل لها أن كان في القول فائدة أن زوجات الصحابة كانت تمنع زوجها وتحذره من الحرام تقول له إذا خرج من البيت: يا رجل اتقي الله ولا تدخل علينا حراماً نحن نستطيع أن نصبر على حر الجوع ولا نصبر على حر جهنم لحظة واحدة .
وحذار أن ترضيها بالحرام فيحل عليك غضب الله تعالي
ولك في رسول الله أسوة حسنة فقد أخرج البخاري في التفسير أن عمر ابن الخطاب دخل عليه وقال (وَإِنَّهُ لَعَلَى حَصِيرٍ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ شَيْءٌ وَتَحْتَ رَأْسِهِ وِسَادَةٌ مِنْ أَدَمٍ حَشْوُهَا لِيفٌ وَإِنَّ عِنْدَ رِجْلَيْهِ قَرَظًا مَصْبُوبًا وَعِنْدَ رَأْسِهِ أَهَبٌ مُعَلَّقَةٌ فَرَأَيْتُ أَثَرَ الْحَصِيرِ فِي جَنْبِهِ فَبَكَيْتُ فَقَالَ مَا يُبْكِيكَ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ كِسْرَى وَقَيْصَرَ فِيمَا هُمَا فِيهِ وَأَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ فَقَالَ أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ لَهُمْ الدُّنْيَا وَلَنَا الْآخِرَةُ )
و النبي صلى الله عليه وسلم لو أراد الدنيا لكانت له وما تأخر الصحابة عن تلبية أوامره ولكنه قانع وراضي ,وكان يدعو الله ويقول اللهم اجعل رزق آل محمداً قوتاً
فكن أنت وأهل بيتك من القانعين والشاكرين بما أعطاكم الله فغيركم لايجد ماعندكم ،ولاتنظروا من هم اعلي منكم بل انظروا لمن هم أسفل منكم حالاً وفقراً ،فهذا وحده يريح قلوبكم وينطق لسانكم بالحمد والرضا والشكر ولاتنسوا هذا الدعاء ( اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الْجُبْنِ وَالْبُخْلِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ غَلَبَةِ الدَّيْنِ وَقَهْرِ الرِّجَالِ )
وكتبه/ سيد مبارك

الحياة عجيبة والموت أعجب


الحياة عجيبة والموت أعجب
اسكن علي بعد خطوات من الشارع الرئيسي لطريق الواحات الطويل في السادس من أكتوبر وتم عمل طرق أخري جديدة بجواره، وتحويلة للسيارت لمن أراد العودة عكس الطريق للجيزة والهرم يعني كوبري لتغيير الاتجاه للسيارات اتجاه واحد للرجوع
والطريق الجديد قبل التحويلة اياها اتجاه واحد، ودوما انزل بعد التحويلة فلا خوف بمن يأتي من الخلف بالفهلوة المعروفة عند المصريين ليصعد علي كوبري التحويلة للهرم بدل أن يلف ويأتي من الاتجاه الصحيح اختصارا للوقت.
ويوم الحادثة التي شرخت خمسة من الأضلاع وجعلتني عاجزاً عن العمل والاستمرار فيه حتي اليوم وربما نكتفي ونحن علي مشارف الستين، وقبلها بأسابيع كما تعلمون كانت عملية الدعامة للشريان التاجي للقلب مما زاد من العجز ولله الحمد علي كل حال.
وكنت في عودتي انزل من سيارة العمل أمام البيت وبسبب وجود حفر ومطبات في شارع الواحات انزل في أماكن بعيدة عنه لتجنبها لصعوبتها علي، ويوم الحادثة نزلت من سيارة العمل قبل مدخل التحويلة بمسافة طويلة شوية ، وفي بلد لا يلتزم كثيراً من السائقين بالأصول ويخالفون الطريق فيأتوا من عكس الاتجاه للصعود علي التحويلة بدل اللف والدوران والوقت من ذهب كما يقال.
والذي اتذكره أنني قبل أن أمر من الطريق الجديد قبل التحويلة وكما قلت اتجاه واحد.
قلت لنفسي أحدثها انتبه يا شيخ سيد وانظر خلفك من عفاريت الأسفلت وأصحاب الفهلوة والشطارة والمخالفة حتي لا تروح فيها ، واتذكر هذا ولكن....!!!
افقت وفتحت عيني وأنا علي الرصيف طريح علي الأرض !!
وبعضهم يمسك رأسي التي تنزف واستلزمت خمس غرز وسيارة الإسعاف أتت مما يعني أني أحدث نفسي واحذرها وأنا في غيبوبة وليس في عالم الواقع، ولكن قد فات الأوان ولله الحمد علي كل حال
وعندما افقت وحضرت الاسعاف مرت ثلث ساعة علي الأقل فسرعة الإنقاذ والإسعاف عندنا معلومة للقاصي والداني..
والشاهد من القصة المملة التي سردتها عليكم ماذا لو فتحت عيني وافقت وأمامي ملكين من ملائكة ربي؟
يسألوني من ربك ؟ وما دينك ؟ وما هذا الرجل الذي بعث فيكم ؟
ماذا أن فتحت عيني ووجدت نفسي وحيداً لا أنيس ولا جليس في قبري ، ورائحة الموت تحيط بي؟
أين زوجتي؟
أين أولادي؟
أين أحبابي؟
من ينقذني ومن يسترني ولا ملجأ من الله إلا إليه
قد تموت فجأة بحادثة أو مرض وما كورونا ببعيد وغير ذلك من الاسباب
فالموت أقرب إلى أحدكم من شِراك نعله
أمر مرعب تأمل وتدبر يا مؤمن.
ولكنه ممكن الحدوث وما أجمل الاستيقاظ من النوم فتفتح عينيك وتجد أن الله كتب لك عمر ويوماً جديداً إلي حين..
(اللَهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى )-الزمر:42.
فقل الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا؛ وذلك أنَّ النوم يزول معه الإدراكُ والشعور بالواقع، والروح لها أحوال غيبية وقد تموت ولا ترجع
أحبتي... تذكروا قول نبينا" أَكثروا ذِكرَ هاذمِ اللَّذَّات يعني الموتَ"- الترمذي وإسناده صحيح
وصدق من قال :
يانفس توبي فإن المـــــــوت قد حانـا *** واعصي الهوى فالهوى مازال فتانا
أما ترين المنــايا كـــــــــــيف تلقـطنا *** لقـــــطا وتلحـق أخرانـــا بأولانــــا
في كل يــــوم لنـا ميت نشـــــــــــيعه *** نـرى بمصـرعه آثــــار مــــــوتـانا
يانفـس مالي وللأمــــــوال أتـــــركها *** خلفي وأخــــــرج من دنياي عريانا
أبعد ســـــــــنين قـد قضيتها لعبـــــــا *** قد آن تقتصـري قــــد آن قــــد آنا
مابالنـــــــــا نتعامى عن مصـــــائرنا *** ننسـى بغـفلتنا من لـــيس ينــــسانا
نزداد حرصـــــا وهذا الدهر يزجرنا *** كان زاجرنا بالحــــــرص أغرانـا
أين الملوك وأبنـــــــــاء الملوك ومن *** كانت تخـر له الأذقــــــان إذعانــا
صاحت بهم حادثات الدهــــر فانقلبوا *** مســـــتبدلـين من الأوطان أوطـانا
خلوا مدائـن كان العز مفرشــــــــــها *** واستفرشـوا حفرا غبــرا وقيــعانا
باراكضا في ميـادين الـــــهوى مرحا *** ورافلا في ثيـاب الغــــي نشـــوانا
مـضى الزمان وولى العمر فـي لعـب *** يكفيك ما قد مضى قد كان ما كانا

فمن الغباء والموت قريباً منا الظن أن الله خلقنا عبثاً بلا غاية أو هدف , وذلك لا يقوله ألا من فقد رشده وأتبع هواه وتردي .
ومن ثم ندرك منطقياً أنه لابد من البعث والحساب والوقوف بين يدي الله تعالي فانتبهوا ،ومن وجد خيراً فالله الحمد ومن وجد غير ذلك فلا يلوم إلا نفسه.
وكتبه/ سيد مبارك

الاثنين، 18 مايو 2020

العيد في زمن الكورونا



العيد في زمن الكورونا


الحمد لله وكفي والصلاة والسلام علي من اصطفي وبعد..

أحبتي في الله تقبل الله منا ومنكم.
لم يبقي إلا أيام وساعات معدودة ونعيش عيد الفطر أن شاء الله بعد أن مر رمضان بما فيه من فرحة وأن كانت غير تامة وألم الحرمان  يحرق القلب من رحيق المساجد التي افتقدناها.

نعم والله أن القلب يتألم للحرمان من بيوت الله وخلو روحانياته ودروسه  ومزاحمة العلماء والدعاة بالركب من أهل الفضل والعلم هذا العام والتي تعودنا عليها بسبب فيروس كورونا المستجد المسبب لمرض "كوفيد 19"

.والإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الجهات المختصة لمكافحة منع انتشاره بغلق  بيوت الله وماتبعه من قرارات.

ولله الحمد علي كل حال ونسأله أن يعفو عن التقصير وسوء النية واليكم سنن العيد وأحكامه وآدابه في كلمات مختصرة مع النظر لظروف الحظر والجلوس في البيوت علي غير العادة والله المستعان


أعلموا أحبتي أن الأعياد في الإسلام اثنان فقط وهما: عيد الفطر وعيد الأضحى، وهذان العيدان يتكرران في كل عام، وهناك عيد ثالث أسبوعياً وهو يوم الجمعة، وكل ما سوى هذه الأعياد الثلاثة فهو بدعة محدثة في دين الله.

مشروعية صلاة العيد ومكانها ووقتها:
صلاة العيد مشروعة بالكتاب والسنة وإجماع المسلمين وقد شرعت صلاة العيد في السنة الأولى من الهجرة، وهي سنة مؤكدة واظب عليها النبي - صلى الله عليه وسلم- في مصلي خاص للعيد وتجوز في المساجد، وما أدراك ما المساجد التي حرمنا منها نسأل الله الرحمة والمغفرة وأن يفك عنا هذا الكرب،وللأسف لن نصليها هذا العام  لا في المسجد أو المصلي بل في بيوتنا بين جدران أربعة بسبب كورونا ولله الحمد علي كل حال، فكن أماما لأهلك أيها الأب أو أيها الأبن أو الأخ وصلي بأهل بيتك جماعة وتجوز لمن فاته وقتها من أسرتك لنوم أو عذر ما  أن يصليها على صفتها من دون خطبة بعدها  ،وأعلم أن كان من عادتتك أن  تصليها في المسجد فلك أجرها بنيتك أن شاء الله.  .

يبدأ وقت صلاة عيد الفطر بعد شروق الشمس بثلث ساعة تقريبا، وينتهي بدخول وقت صلاة الظهر ،ومن السنة تأخير وقت صلاة عيد الفطر وتقديم الأضحى ليتسع وقت الأضحية..

أحكام صلاة العيد :

- يستحب الأكل قبل الصلاة بشيء بسيط في البيت لما رواه البخاري نْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لاَ يَغْدُو يَوْمَ الفِطْرِ حَتَّى يَأْكُلَ تَمَرَاتٍ» ويأكلهن وتراً . البخاري (953)
ومعني (وترا) فردا ثلاثا أو خمسا أو سبعا وهكذا وكان من عادته صلى الله عليه وسلم إشعارا بالوحدانية وتبركا بها.

فأن لم يكن تمرا فكوب من الشاي أو أي شيء يقطع مواصلة الصوم من باب العمل بالسنة ومن لم يفعل إلا بعد الصلاة فلا أثم عليه فهو مستحب.

-و التكبير يوم العيد : لقوله تعالى : {وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185)}-البقرة 
ووقت التكبير في عيد الفطر يبتدی من ليلة العيد وينتهي عندما يدخل الإمام لصلاة العيد ومن صفة التكبير ... الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد. 

وليكن التكبير بصوت يسمع أهل البيت وغيرهم من المحيطين بك من الجيران لإظهار هذه الشعيرة  وأنسي موضوع البالونات في البلكونات للأحتفال بالعيد فهو خبل وسفه، وبما أن وزارتنا الميمونة سمحت بالتكبيرات في المساجد فلتكبر في  البيت ولابأس من رفع الصوت أن شئت أنت وأهلك ليقتدوا بكم  الجيران فلا يمنع شرع من أظهار هذه الشعيرة لا كورونا ولا غيره.

قال الشيخ فركوس: يُستحَبُّ الجهرُ بالتكبير إذا دَعَتِ الحاجةُ إلى رفعِه؛ لثبوتِ الأخبار في رفعِ الصوت بالتكبير والتلبيةِ وغيرِهما، أمَّا إذا لم تَدْعُ الحاجةُ إلى رفعِ الصوت به كان خَفْضُه أبلغَ في توقيره وتعظيمِه، فعن أبي موسى الأشعريِّ رضي الله عنه قال: «كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم فِي سَفَرٍ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَجْهَرُونَ بِالتَّكْبِيرِ؛ فَقَالَ النَّبِيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: «أَيُّهَا النَّاسُ، ارْبَعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ، إِنَّكُمْ لَيْسَ تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلَا غَائِبًا، إِنَّكُمْ تَدْعُونَ سَمِيعًا قَرِيبًا وَهُوَ مَعَكُمْ»»(٥)، وبوَّب له النوويُّ ـ رحمه الله ـ: «باب استحباب خفضِ الصوت بالذِّكر إلَّا في المواضعِ التي وَرَد الشرعُ برفعه فيها كالتلبية وغيرِها»( شرح مسلم» للنووي (١٧/ ٢٥).

والتكبير سنة ومن لا يفعل فلا اثم عليه أن شاء الله.
-وصلاة العيد ليس لها سنة قبلية ولا بعدية لحديث عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى يَوْمَ الفِطْرِ رَكْعَتَيْنِ لَمْ يُصَلِّ قَبْلَهَا وَلاَ بَعْدَهَا .."- البخاري(964).
وكذلك ليس لها أذان ولا إقامة لحديث عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: «صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعِيدَيْنِ، غَيْرَ مَرَّةٍ وَلَا مَرَّتَيْنِ، بِغَيْرِ أَذَانٍ وَلَا إِقَامَةٍ» مسلم(887)

وطالما ستصلي في البيت فليس لها تحية للمسجد كذلك والتنفل قبلها مكروه فلتستعد مع أهل البيت في وقت واحد لها والجماعة أفضل وأن انتظرتم قليلاً بعضكم.

كيفية صلاة العيد:
صلاة العيد ركعتان وصفتها :يكبر إمام الأسرة فى الأولى سبع تكبيرات سوى تكبيرة الإحرام وتكبيرة الركوع، وفى الثانية خمسًا سوى تكبيرةِ القيام والركوع، والتكبيراتُ قبل القراءة؛ لما روى "أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم كَبَّرَ فِى الْعِيدَيْنِ يَوْمَ الْفِطْرِ وَيَوْمَ الأَضْحَى سَبْعًا وَخَمْسًا، فِى الأُولَى سَبْعًا، وَفِى الآخِرَةِ خَمْسًا، سِوَى تَكْبِيرَةِ الصَّلاةِ" آخر جه الدارقطني، والبيهقي.
ومن فاتته تكبيرات  ودخل في الصلاة فلا شيء عليه وله أن يسلم مع الأمام ، ولا يأت بما فاته من التكبيرات ؛ لأنها سنة فات محلها، وإن فاتته ركعة كاملة فإنه يقضيها بتكبيراتها على صفتها ، ويستحب لمن فاتته صلاة العيد لنوم أو لسبب ما ولم يدركها مع  أمام الأسرة في وقتها أن يقضيها قبل الظهر على هيئتها، وبنفس العدد من التكبيرات وهو الصحيح.

خطبة العيد:
صحة الصلاة لا تشترط سماع خطبة العيد والجلوس لها ولكن يخطبها الأمام في المسجد أو المصلي لحديث عبد الله بن السائب قال: " شهدت مع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ العيد. فلما قضى الصلاة قال: " إنا نخطب؛ فمن أحب أن يجلس للخطبة؛ فليجلس، ومن أحب أن يذهب؛ فليذهب ".
" صححه الألباني في صحيح أبي داود برقم/ 1048.

 أما في البيت وفي هذه الظروف فتسقط فلا تشترط الخطبة فمن صلي بأهله أو منفرداً بدون خطبة فصلاته صحيحة ولا حرج عليه .

ومن آداب العيد وسننه:

-الغسل والتطيب لها: - يستحب الغسل للعيد والصلاة ولكنه ليس واجباً  كالجمعة في ضوء الصلاة في البيوت  وقد كان( عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رضي الله عنه كَانَ يَغْتَسِلُ يَوْمَ الْفِطْرِ قَبْلَ أَنْ يَغْدُوَ إِلَى الْمُصَلَّى. ) موطأ مالك، 384. 

 -ويستحب التجمل للعيدين: لحديث جابر رضي الله عنه قال : "كان للنبي صلى الله عليه وسلم جبة يلبسها للعيدين ويوم الجمعة " صحيح ابن خزيمة 1765.
أما النساء ففي خارج البيت كن يتجنبن الزينة و يحرم عليهن وضع العطور إذا خرجن لأنهن منهيات عن إظهار الزينة للرجال الأجانب والتعطر..الخ

أما في ظل هذه الظروف وجلسوهن في بيوتهن مع محارمهم فيحل لهن الزينة والتعطر  بعد الصلاة فكل ما كان ممنوعا من الزينة  في الظروف العادية مباح لانتفاء السبب .

ويجوز للنساء لهن في العيد إظهار البهجة والسرور من خلال الغناء المباح  في بيوتهن،  واللعب مع الأطفال والأهل بما هو مباح وكل اسرة ولها أسلوبها في الاحتفال مالم يكن اللعب محرما في الشرع .

-ومن عادات العيد التهنئة: و التهنئة الطيبة مثل قول بعضهم لبعض : تقبل الله منا ومنكم وليكن  بسبب الحظر في الهاتف أو علي الفيس أو أي وسيلة للتبادل والسلام  وادخال السرور للأحبة طالما الزيارات قد تكون صعبة  والتهنئة من فعل السلف وليس من السنة ولكنها مباحة والأمر واسع ولله الحمد والمنة 


وكلمة أخيرة لكل اسرة في العيد تذكروا أن كل هذا الحظر والحرمان بسبب فيروس صغير دقيق لايري بالعين المجردة اظهر ضعفنا وقلة حيلتنا وجعل جبابرة العالم وكفاره ومجرميه عاجزين لم تنفعهم عدة ولا قوة ولا مال لإنقاذ شعبهم وهم يتساقطون هلكي وصرعي من الفيروس والأحياء منهم أموات من الخوف والجزع ،ونحن كمسلمين نري لكل شيء سبباً وغاية لأننا بكل بساطة نعرف أن الله له الأمر من قبل ومن بعد وما يحدث وما سيحدث تقديره وحكمته ولا يخرج عن مشيئته.

   وما علينا إلا الأخذ بأسباب الوقاية وهو من قدر الله فمن مات بسبب الفيروس  بعد ذلك فهو أمره وقد يكون عقوبة له لفساده ومعصيته ، وقد يكون امتحانا له كما للمسلم الموحد  الطائع له تكفيراً عن خطاياه  ورحمه  له من فتن ثقال تأتي لا يعلمها إلا هو .

قال تعالي( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ(54) )-الزمر

فالذي ينبغي علينا في هذه الظروف العصيبة أن نلجأ إلي الله ونتوب ولا نيأس من رحمته ابداً فمها عظمت ذنوبنا فالله أعظم

ومهما كبرت وكثرت فالله أكبر فأنت العبد وهو الرب ..

 أنت الضعيف وهو القوي  العزيز ..

أنت الفقير إليه وإليب عفوه وكرمه ، وهو الغني عن عباده ...

 فهلموا  أحبتي نترك سفساف الأمور ونتوحد ونصلح ذات بيننا فالموت قريب نراه في أحبابنا وأهلينا  رؤية عين فلا تستهينوا بعقاب الله فهو يعم المؤمن والكافر ويبعث الجميع علي نياتهم.

فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه فلا تفتروا عن الذكر والاستغفار والدعاء  هذه الأيام..

اللهم يا ذا الرحمة الواسعة، يا مطلعا على السرائر والضمائر والهواجس والخواطر، لا يعزب عنك شيء، أسألك فيضة من فيضان فضلك، وقبضة من نور سلطانك، وأنسًا وفرجًا من بحر كرمك، أنت بيدك الأمر كله ومقاليد كل شيء، فهب لنا ما تقر به أعيننا، وتغنينا عن سؤال غيرك، فإنك واسع الكرم، كثير الجود، ، ولجودك الواسع  منتظرون يا كريم يا رحيم».

اللهم آمين..آمين يارب العالمين


فضل الإحسان إلى الجار


فضل الإحسان إلى الجار


إن الحمد لله، نَحمَدهونَستعينه ونستغفرُه، ونعوذ بالله من شُرور أنفُسِنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتدي، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أنْ لا إله إلاالله، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله.


أمَّا بعد:
فديننا دين معاملة، يقوم على التعاون على البرِّ والتقوى، والبعدِ عن الإثم والعدوان؛ كما قال تعالى: ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ [المائدة: 2].

ومن البر والتقوى الإحسانُ إلى الجار ومعرفة حقوقه، والأحاديثُ في هذا الصدد كثيرة؛ لما لهذه الطاعة من ثوابٍ كبير، ونشرِ المحبة والتعاون والإيثار بين الجيران.

ولعل القارئَ الكريم يدرك عظمةَ هذه الطاعةِ بكلام الصادق المعصوم في كثيرٍ من الأحاديث ترهيبًا وترغيبًا، فقد ربَط نبيُّنا صلى الله عليه وسلم الإيمانَ كلَّه بإكرام الجار والإحسان إليه، فقال صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ كان يُؤمن بالله واليوم الآخر، فليُكرِمْ جارَه))؛ البخاري (برقم: 6019).

ونفى الإيمانَ عمن يُسيء لجاره ولا يُؤمِّنُه بوائقَه - أي: ظُلمه وشروره - فقال: ((واللهِ لا يُؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن!))، قيل: مَن يا رسول الله؟! قال: ((الذي لا يَأمَن جارُه بوائقَه))؛ مسلم (برقم: 46).

يقول العلامة ابن العثيمين في شرح الحديث: وفي هذا دليل على تحريم العدوان على الجار، سواء كان ذلك بالقول أو بالفعل؛ أما بالقول فأنْ يسمع منه ما يُزعجه ويُقلقه؛ كالذين يفتحون الراديو أو التلفزيون أو غيرَهما مما يُسمَع، فيُزعجون الجيران، فإن هذا لا يحل له، حتى لو فتحه على كتاب الله وهو مما يُزعج الجيران بصوته، فإنه مُعتدٍ عليهم، ولا يحلُّ له أن يفعل ذلك.

وأما بالفعل، فيكون بإلقاء الكناسة حول بابه، والتضييقِ عليه عند مداخل بابه، أو بالدق، أو ما أشبه ذلك مما يَضُرُّه، ومن هذا أيضًا إذا كان له نخلة أو شجرة حول جدار جاره، فكان يسقيها حتى يؤذي جارَه بهذا السقي، فإن ذلك من بوائق الجار، ولا يَحل له.

إذًا يَحرم على الجار أن يؤذي جاره بأيِّ شيء، فإنْ فعل فإنه ليس بمؤمن، والمعنى أنه ليس متصفًا بصفات المؤمنين في هذه المسألة التي خالف بها الحقَّ؛ ا. هـ؛ شرح رياض الصالحين (ج 3- 178).

ومِن ثَمَّ كثُرت الشكوى من كثير مِن العباد ممن لا يراعي لله حُرمة الجوار، ولا معانيَها السامية، وآدابها الإسلامية الرفيعة، ويعامل جاره معاملة العدوِّ اللدود الذي إذا رأى منه حسنةً كتَمها، يخشى أن يُثني بها الناسُ عليه كراهيةً له، وإذا رأى منه سيئةً، أذاعها ليَفضَحه بها بين الناس!

ولا عجب أنْ صارت العداوة إلى دائرة أوسعَ من الحقد والغل، حتى وصلت إلى المحاكم وأقسام الشرطة، ولا حول ولا قوة إلا بالله العليِّ العظيم.

وفي ظني أن الكثير من هذه التصرُّفات السيئة هي نتيجة لعادات متوارثة من جهةٍ، وجهل مَحض بحقوق الجيرة بين المسلمين.

وفي هذه السطور نريد أن نُبيِّن هذه المسألةَ المهمة، ونطرح الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة، وأقوال أهل العلم الثِّقات، عن حقِّ الإحسان إلى الجار وفضله وثوابه؛ ليكون كل واحد منا على بيِّنة من أمر دينه ودنياه، ونكتفي في هذه العجالة ببعض صور الإحسان إلى الجار وفضله وأهمها فيما أرى؛ منعًا للتطويل، وهي كما قلت: مسألة لا بدَّ أن يَعِيَها ويعلمها كلُّ مسلم، والله المستعان.

من صور الإحسان إلى الجار وفضله:
1- من صور الإحسان: عدمُ الإساءة بالقول أو الفعل إلى الجار، لماذا؟
لأن الإحسان إلى الجار خُلقٌ كريم، يهيِّئ القلوب إلى الخير، حتى لو أخطأ الجار لسبب من الأسباب في حقِّ جاره بكلمةٍ أو فعلٍ، فلا يردها وليتذكَّر قوله تعالى: ﴿ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [آل عمران: 134].

وليعلم يقينًا أنه مهما كانت قسوة الظلم من الجار في القول والفعل، فإنه إنْ صبَر وكظَم غيظَه وعفا عنه، فله البُشرى من الله ولو بعد حين؛ فقد قال تعالى: ﴿ هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ ﴾ [الرحمن: 60].

2- ومن صور الإحسان: ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ما زال جبريل يُوصيني بالجار حتى ظننتُ أنه سيُورِّثه))؛ مسلم (2624).

لهذه الدرجة يدعو الدين إلى حُسن معاملة الجار لجاره، حتى إنه رُوِي عن أبي ذر رَضِي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا أبا ذر، إذا طبَختَ مَرقةً، فأكثِرْ ماءَها وتعاهَد جيرانك))؛ رواه مُسلم (2625).

ومما يُروى أن رجلًا جاء إلى عبدالله بن مسعود وقال: إن لي جارًا يؤذيني ويَشتِمُني، ويُضيِّقُ عليَّ، فقال ابن مسعود: "اذهبْ فإن هو عَصَى الله فيك، فأَطعِ الله فيه".

وثبت أن مَن أراد أن يُحبه اللهُ ورسوله، فليُحسن إلى جاره ولا يؤذيه فيما يكره أن يراه منه؛ فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن أحببتُم أن يُحبَّكم الله ورسوله، فأدُّوا إذا ائْتُمِنتُم، واصْدُقوا إذا حدَّثتُم، وأحسِنوا جوار مَن جاوَرَكم))؛ صحيح الجامع (1409).

بل ثبت أن من صور الإحسان شهادةَ الجيران لك بحُسن خُلقك وحُسن معاملتك لهم، وفي هذا دليلٌ وشهادة مقبولة لك عند الله تعالى، والعكس بالعكس، فلا تَستهِنْ بالتماس الأسباب التي تحثهم على تزكيتهم لك؛ فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم: كيف لي أن أعلمَ إذا أحسنتُ وإذا أسأتُ؟ قال: ((إذا سمعتَ جيرانك يقولون: أن قد أحسنتَ، فقد أحسنتَ، وإذا سمعتَهم يقولون: أسأتَ، فقد أسأتَ))؛ الصحيحة (1327).

فجارُك هو المؤشر الذي من خلاله تستطيع أن تعرف حقيقة نفسك من جهة الإحسان من عدمه، وقد تقول بعضُ النسوة: كل هذا للرجال، فما دخلنا نحن النساء؟! نقول لهنَّ: بل أنتنَّ في ثواب الإحسان إلى الجار كالرجال تمامًا، بدليل ما ثبت في البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((يا نساء المسلمات، لا تَحْقِرَنَّ جارةٌ لجارتها ولو فِرْسِنَ شاةٍ))؛ حديث رقم: (2566).

 والمعنى: "لا تَحقرنَّ أن تُهدي إلى جارتها شيئًا، ولو أنها تُهدي لها ما لا يُنتَفَعُ به في الغالب"؛ (الفتح:10/ 445).

ولعل البعض يسأل فيقول: لي جيران كُثُر يسكنون معي في بيت أو عمارة، فمن الذي أُحسن إليه وأُهدي: القريب من بابي أم البعيد؟!

قال أهل العلم: يبدأ بالجار الأقرب فالأقرب؛ لحديث البخاري الذي رواه عن عائشة رضي الله عنها قالت: يا رسول الله، إن لي جارينِ، فإلى أيهما أُهدي؟ قال صلى الله عليه وسلم: ((إلى أقربِهما منك بابًا)).

قال الصنعانيُّ في سبل السلام (2/ 172): "والحكمة في ذلك أن الأقرب بابًا يرى ما يدخل بيتَ جاره من هَدية وغيرها، فيتشوَّف إليها، بخلاف الأبعد"؛ ا .هـ.

ويقول العلامة الألباني رحمه الله في "السلسلة الصحيحة" (1 /230): "وفي الحديث دليلٌ واضح على أنه يَحرم على الجار الغنيِّ أن يدَع جيرانه جائعين، فيجب عليه أن يُقدِّم إليهم ما يدفعون به الجوع، وكذلك ما يَكتسون به إن كانوا عُراةً، ونحو ذلك من الضروريات".

3- ومن صور الإحسان إلى الجار كذلك: صيانةُ عرضه، والحفاظ على شرفه، سواء في وجوده أو غيابه لسفر أو غيره.
فمن حق الجيرة والإسلام أن نَحفظ حقوقه في غيبته، وستر عورته، وغضُّ البصر عن محارمه، والبعد عن كل ما يَريبُه ويُسيء إليه، ولا يكون الواحد منا جارًا سيئًا ظالِمًا، إن رأى من جاره حسنة كتَمها، وإن رأى منه سيئة أذاعها بين الناس ليَفضَحه، ولا يَخفى أن محاولة الجار السيئ الذي لا يخاف الله في زوجة جاره وأولادها بالقول أو الفعل - جريمةٌ لا يَقبلها عُرفٌ ولا دينٌ، وعنترة الجاهليُّ أفضل منه غيرةً وحَميَّةً، فقد قال في ديوانه ص (308):
وأَغُضُّ طَرْفِيَ ما بَدَتْ لي جارَتي ♦♦♦ حتى يُوَارِيَ جارَتي مَأْوَاها

وهكذا كان العرب في الجاهلية يَفخرون بصيانتهم أعراضَ جيرانهم، ولما جاء الإسلام أكَّد هذا الأمر، وينبغي على الجار المسلم في حالة غياب جاره لسبب من الأسباب - أن يكون ورعًا تقيًّا، وأن يكون أشد غيرةً على نساء جاره، ويكون لهن أخًا ناصحًا، يساعدهنَّ كما ساعد موسى عليه السلام ابنتَي الرجل الصالح؛ قال تعالى: ﴿ وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ * فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ ﴾ [القصص: 23، 24].

وله أن يسعى في حل مشكلاتهنَّ وقضاء مصالحهنَّ في سفر وغيبة جاره بقدر الإمكان، ويفعل ذلك من باب: ﴿ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [الحج: 77].
وفي السُّنة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((مَن كان في حاجة أخيه، كان الله في حاجته))؛ البخاري (برقم: 2442).

ونُنبه بشدة إلى أن ذلك حسب ما تُبيحه الشريعة، وليس العرف بمفاسده التي تضربها في الصميم، ويستحل بها الخلوة، بل عليه أن يلتزم في ذلك بالآداب الإسلامية، ولا ينفرد في خلوة محرَّمة مع نساء جاره في غيبته، فمهما كانت الحاجة والطلب، فهو باب للشيطان قد يؤدي إلى الزنا، والعياذ بالله.

قال ابن القيم رحمه الله تعالى: وأعظم أنواع الزنا أن يزني بحليلة جاره، فإن مفسدة الزنا تتضاعف بتضاعُف ما يَنتهكه من الحرمة، فالزنا بالمرأة التي لها زوج أعظم إثمًا وعقوبةً مِن التي لا زوج لها؛ إذ فيه انتهاك حرمة الزوج وإفساد فراشه، وتعليق نسب غيره عليه، وغير ذلك من أنواع أذاه، فهو أعظم إثمًا وجُرمًا من الزنا بغير ذات البعل، فإن كان زوجها جارًا له، انضاف إلى ذلك سوءُ الجوار.

وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لا يدخل الجنة مَن لا يَأْمَن جارُه بوائقَه))، ولا بائقة أعظم من الزنا بامرأته، فإن كان الجار أخًا أو قريبًا مِن أقاربه، انضم إلى ذلك قطيعة الرحم، فيتضاعَف الإثم، فإن كان الجار غائبًا في طاعة الله - كالصلاة وطلب العلم والجهاد - تضاعَف الإثم؛ا .هـ؛ الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي (ص/112).

4- وأخيرًا من صور حسن الجوار: أن يقف بجوار جاره في أوقات شدته، سواء كان بلاؤه ماليًّا أو معنويًّا ونفسيًّا؛ حتى يُيسر الله له، فإن احتاج مالًا ساعده بقدر المستطاع، وإن أعطاه وتعذَّر السداد في الموعد الذي اتَّفقا عليه، فليَعذِره ويُمهله إلى حين ميسرة؛ فقد أخرج الإمام مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((مَن يسَّر على مُعسِر، يسَّر الله عليه في الدنيا والآخرة، واللهُ في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه)).

وإن احتاج نصيحة وموعظة لأمرٍ أساءَه، فليُبادر إلى ذلك برِفق ولِينٍ، أو شدةٍ بلا إفراط؛ حسب حاله مع الله تعالى، فلقد كان الصحابة - وهم لنا قدوة حسنة - يواسي بعضهم بعضًا بالمعروف.

وللجار حقٌّ على جاره بأن يردَّ ما أخذه منه مِن باب ردِّ الأمانات إلى أهلها، وعليه أن يبادر بكتابة هذا الدَّين في ورقة لحفظ حقِّ جاره من نفسه الأمَّارة بالسوء؛ لقوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ... ﴾ [البقرة: 282].

ثم إذا حان وقت السداد، فليبادر بقضائه قبل المنيَّة؛ فقد أخرج الترمذي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((نفسُ المؤمن مُعلَّقةٌ بدَينه حتى يُقضى))؛ رواه الترمذي (1078).

قال المباركفوري في "تحفة الأحوذي" 4 /164:
"قوله: (نفس المؤمن معلَّقة)، قال السيوطي: أي: محبوسة عن مقامها الكريم، وقال العراقي: أي: أمرُها موقوفٌ لا حكم لها بنجاة ولا هلاك، حتى يُنظر هل يُقضى ما عليها من الدَّين أم لا"؛ انتهى.

ونزيد على ذلك ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم: ((مثَلُ المؤمنين في توادِّهم وتراحُمهم وتعاطفهم: مثلُ الجسد الواحد؛ إذا اشتكى منه عضو، تداعى له سائر الجسد بالسهر والحُمَّى))؛ متفق عليه.

وصور الإحسان كثيرة لا نستطيع حصرها في هذه العجالة لعدم الإطالة، ولكن يُدركها المسلم اللبيب؛ مثل: أن تَنصره ظالِمًا أو مظلومًا، وأن تُعينه على العلم والتعلُّم وطاعة الله، وأن تُحسن الظنَّ به، وأن تكفَّ أذاك عنه بالقول أو الفعل، وغير ذلك كثير.

والحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على النبي الكريم وآله وصحبه أجمعين.


رابط الموضوع: https://www.alukah.net/sharia/0/122438/#ixzz6MnTiAjPD

التعزية المشروعة وآدابها النبوية


التعزية المشروعة وآدابها النبوية


الحمد لله رب العالمين حمد عباده الشاكرين الذاكرين، حمدًا يوافي نعم الله علينا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وصلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:

هناك خلط كثير وعادات وبدع، يفعلها البعض في التعزية عند موت من يحبُّه، ويظنُّ أنه ينفعه جهلًا منه بأحكام الشرع، وبادئ ذي بدء نقول: إن الموت حقٌّ على كل إنسان كما قال جل شأنه: ﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ﴾ [العنكبوت: 57]، وقال تعالى: ﴿ قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [الجمعة: 8].



مشروعية التعزية:

وليكن معلومًا أن تعزية المسلم لأخيه المسلم مشروعة، ومن حقوق الأخوَّة في الله؛ لما فيها من المواساة وجبر الخواطر والتواصي بالحقِّ، والتواصي بالصبر، وهي ثابتة في السنة، فقد عزَّى النبيُّ صلى الله عليه وسلم أصحابه، وعزَّى الصحابة بعضهم بعضًا، وهكذا فعل التابعون وتابعو التابعين، وجمهور أهل العلم يرى مشروعيتها بلا خلافٍ.



قال النووي رحمه الله: "واعلم أن التعزية هي التصبير، وذكر ما يُسلِّي صاحب الميت، ويُخفِّف حزنه، ويُهوِّن مصيبته، وهي مستحبةٌ؛ فإنها مشتملة على الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وهي داخلة أيضًا في قول الله تعالى: ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى ﴾ [المائدة: 2]، وهذا أحسن ما يستدلُّ به في التعزية، وثبت في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه))، انتهى؛الأذكار" (ص/ 148-149).



صيغة التعزية:
تحصل التعزية بكل لفظ يُصبِّر المصاب على مصيبته، مثلما نقول نحن: "البقاء لله" أو "أعظم الله أجرك" أو "اصبر واحتسب" أو غير ذلك مما تعارَفَ عليه الناس، فالأمر واسع؛ ولكن نبعد عن الألفاظ المخالفة للشرع؛ كقولنا: "البقية في حياتك"؛ فهي لا تصحُّ شرعًا؛ فعمر كل إنسان معلوم لا يزيد ولا ينقُص، وقطعًا أحسن ما يُعزَّى به ما روي في الصحيحين عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما، قال: أرسلت إحدى بنات النبي صلى الله عليه وسلم إليه تدعوه، وتُخبِره أن صبيًّا لها أو ابنًا في الموت، فقال للرسول: ((ارجع إليها، فأخبرها أن لله تعالى ما أخذ، وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجلٍ مُسمًّى، فمُرْها فلتصبِر ولتحتسب...))، هذا أفضل؛ ولكن كما قلنا الأمر واسع.



وقال الشيخ الألباني رحمه الله: "ويُعزِّيهم بما يظنُّ أنه يُسلِّيهم، ويكفُّ من حزنهم، ويحملهم على الرضا والصبر، مما يثبت عنه صلى الله عليه وسلم، إن كان يعلمه ويستحضره، وإلا فبما تيسَّر له من الكلام الحسن الذي يُحقِّق الغرض، ولا يخالف الشرع..."؛ انتهى من "أحكام الجنائز" (1/ 163).



ويجوز التعزية بأي وسيلة سواء في الطريق أو المسجد أو حتى بالهاتف أو بغير ذلك من الوسائل العصرية يحدث المقصود من التعزية لأهل الميت.



مدة التعزية وما قيل إنها ثلاثة أيام:

أعلم أنها ليست مُخصصة بثلاثة أيام كما يُشاع بين الناس، فهذا لا دليل عليه، فالتعزية غير مرتبطة بوقتٍ معين أو أيام محددة، فإن رأيت أخيك بعد مصيبته، فلك أن تُعزِّيه، وأما الدليل الذي يستشهد به على الثلاثة، فقد جاء خاصًّا بحداد الزوجة، والنهي أن تحد عن أي إنسان أكثر من ثلاثة عدا زوجها أربعة أشهر وعشرًا، والحداد غير العزاء كما لا يخفى.



قال الشيخ ابن باز رحمه الله: " وليس لها وقت مُخصَّص، ولا أيام مخصوصة؛ بل هي مشروعة من حين الدفن وبعده، والمبادرة بها أفضل في حال شدة المصيبة، وتجوز بعد ثلاثة من موت الميت؛ لعدم الدليل على التحديد"؛ فتاوى إسلامية (2/ 43).



الأماكن المخصصة للتعزية الشرعية:

أما مكان التعزية فليس في ذلك شيء محدَّد، فتجوز التعزية في بيته أو في المسجد أو الشارع أو مكان عمله فأينما وجد من أصابته مصيبة، فلك أن تُعزيه فيه.



فإن جلسوا في عزاء بدون تكلُّف ولا إسراف في مكان محدَّد، ودون مخالفات شرعية أو تكلفة وإسراف فلا بأس أيضًا، وهناك اختلاف بين العلماء في ذلك؛ ولكننا مع الرأي الذي يرى صحَّته ومنفعته في زماننا هذا، فهو من باب التيسير على الناس، وهو في وقتنا هذا من الضروريَّات الميسَّرة لتأدية التعزية.



وقال الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله حينما سُئِل عن حكم الجلوس للتعزية، فأجاب بالجواز قائلًا: "إذا جلسوا حتى يعزيهم الناس فلا حرج إن شاء الله؛ حتى لا يتعبوا الناس؛ لكن من دون أن يصنعوا للناس وليمة"؛ انتهى من "مجموع الفتاوى" (13/ 382).



وهذا ما نستريح إليه في زماننا هذا، ونُكرِّر أن تحريم ذلك من العلماء المعتبرين من أهل السنة إنما لما يحدث فيه من البدع والمنكرات والتباهي التي يرتكبها أهل الغفلة إلا مَنْ رحم ربِّي، فإن خَلَتْ من ذلك فلا بأس إن شاء الله.



وتجديد الأحزان يومي الخميس والأربعين والذكري السنوية...إلخ كلها لا أصل لها؛ فالتعزية إن تمَّت انتهى الأمر.



صنع الطعام من أهل الميت:

نقطة أخيرة في مسألة التعزية وهي أن المشروع والسنة لأهل الميت هو عدم الإثقال عليهم بمن يحضر وإطعامهم فضلًا عمَّن يطلب ذلك منهم كعادة؛ جهلًا منه بالسنة، فهذا لا يجوز والصواب أن يصنع أهل الخير من الجيران والأصحاب لأهل الميت طعامًا؛ لانشغالهم بمصيبتهم لحديث عبدالله بن جعفر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اصْنَعُوا لآلِ جَعْفَرٍ طَعَامًا؛ فَإِنَّهُ قَدْ أَتَاهُمْ أَمْرٌ شَغَلَهُمْ))؛ حسَّنه الألباني في أحكام الجنائز (ص:211)،



وقال الصنعاني في سبل السلام (2/ 237) رحمه الله تعالى: "فيه دليل على شرعية إيناس أهل الميت بصنع الطعام لهم؛ لما هم فيه من الشغل بالموت"؛ انتهى.



فإن صنع أهل الميت طعامًا ودعوا الناس من أجل الاحتفاء بالميت أو كما يقال رحمة له، فهذا لا يجوز، وليس له أصل في السنة؛ بل السنة خلاف ذلك، ولا يجوز مشاركتهم فيه ممَّن يحضر للتعزية والله أعلم.



ولكن هذا بصفة عامة ولكن يستثنى مَنْ جاء من بلدٍ بعيدٍ وسفرٍ، وديننا يُسْرٌ ورحمة، فالنهي عمَّا يصنع من أجل الميت دون طلب أو عذر من سفر وبُعْد مكان، وهو مخالف للسُّنَّة قطعًا؛ وإنما يجوز لمن جاء من سفر أو بلد بعيد، فصنع له أهل الميت أو غيرهم من الجيران والأهل طعامًا؛ لحاجتهم الشديدة إليه بعد طول سفر وتعب ومعاناة، ولما أصابهم من المشقَّة كما لا يخفى، فليس بمحرَّمٍ؛ بل هو من كرم الضيافة كما لا يخفى، وإلى هذا القول ذهب بعض أهل العلم، من ذلك: ما ذكره ابن قدامة رحمه الله، قال: "وَإِنْ دَعَتِ الْحَاجَةُ إلَى ذَلِكَ جَازَ؛ فَإِنَّهُ رُبَّمَا جَاءَهُمْ مَنْ يَحْضُرُ مَيِّتَهُمْ مِنْ الْقُرَى وَالْأَمَاكِنِ الْبَعِيدَةِ، وَيَبِيتُ عِنْدَهُمْ، وَلَا يُمْكِنُهُمْ إلَّا أَنْ يُضَيِّفُوهُ"؛ انتهى من "المغني" (3/ 497).



ومن ذلك فتوى للشيخ ابن باز رحمه الله قال فيها: "أما إن نزل بأهل الميت ضيوف زمن العزاء، فلا بأس أن يصنعوا لهم الطعام من أجل الضيافة، كما أنه لا حرج على أهل الميت أن يدعوا مَنْ شاؤوا من الجيران والأقارب؛ ليتناولوا معهم ما أُهدي لهم من الطعام"؛ انتهى من "فتاوى الشيخ عبدالعزيز بن باز" (9/ 325).



• وفي "فتاوى اللجنة الدائمة" (8/ 378): "وأما صنع الطعام من أهل الميت للناس، فهو خلاف السنة؛ بل هو منكر... إلا إذا نزل بهم ضيف، فلا بأس"؛ انتهى.



والخلاصة النهي خاصٌّ في عمل طعام من أجل الميت والمباهاة في ذلك، أما لو جاء بعض الأهل كأبناء عمٍّ أو إخوانٍ من سفرٍ، ونزلوا على أهل الميت لتعزيتهم وتسليتهم في مصيبتهم، فهم ضيوف لهم حق الضيافة، وجاز تقديم الطعام لهم، لا من أجل الموت ولا رحمة أو صَدَقة على الميت؛ بل إكرامًا للضيف لرفع ما أصابه من مشقَّة السفر، فلا حرج في ذلك إن شاء الله.



هذا ما وفَّقَنا الله إليه في بيان التعزية المشروعة، والله من وراء القَصْد، وهو يهدي السبيل.



رابط الموضوع: https://www.alukah.net/sharia/0/132932/#ixzz6MnRhBCVF