الخميس، 7 مايو 2020

جيل كورونا بين محبة الله وهوي النفس

حديث الجمعة وكل جمعة
جيل كورونا بين محبة الله وهوي النفس
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي النبي الآمين وبعد..
عندما كنا صغاراً كنا نقلد الكبار في الصيام ونجتهد لنظهر أمامهم أننا كباراً لا يشق لنا غبار، ونقدر علي مشقة الصوم ولا مانع في الخفاء خلسة ببعض الطعام الذي نخفيه في ثيابنا حتي نخف جوعنا ونشرب حتي نرتوي بعيدا عن عيونهم ،ونمارس دورنا في التمثيل والإيحاء بالتعب كلما مر الوقت فإذا ضرب مدفع الإفطار أخذنا في الهرولة بفرحة طفولية لنأكل معهم ولم نكن نعلم أنهم يعلمون ويبتسمون ،وكانوا يقولون تعجباً سبحان الله.
ومع ذلك يشجعوننا علي الصمود بالوعود البراقة والهدايا القيمة.
ولم نكن ندري شيئاً عن الإخلاص وأن الصيام جنة ووقاية وعبادة خصها الله له دون غيرها من العبادات لهذا السبب الإخلاص.
ثم تمر السنوات ويتكرر الأمر مع أولادنا ونحن نري فيهم طفولتنا ونبتسم ، ونقول سبحان الله تعجباً فارحين بهم ومشجعين لهم علي الصمود.
ثم تمر السنوات والسنوات...
حتي صارفي عصرنا هذا جيل الكورونا..جيل سوبر بتسريحات شعره الشاذة والمنفرة والبنطلونات الممزَّقة والمرقَّعة ونراه بعيوننا كما وصفه رسولنا لكع ابن لكع في قوله" لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَكُونَ أَسْعَدَ النَّاسِ بِالدُّنْيَا لُكَعُ ابْنُ لُكَعٍ" أي اللئيم الخسيس، في ذات نفسه ، وفي حسبه ونسبه.
نراهم يفطرون أمام عيوننا في رمضان جهاراَ نهاراً علي الطرقات وفي الشوارع ويدخنون بلا حياء.
ناهيك عن الغيبة والنميمة والسب والشجار إلي أخره، وليس بعيداً عن العيون في بيوتهم تحت عنوان "إذا ابتليتم فاستتروا" بل صار الجهر بالمعصية لا تهمهم ولا تشغل بالهم تحت سمع وبصر القانون الذي لم يعد له هيبة ولا يبالي اصلاً بصلاحهم أو فسادهم ،بل يشجع التمرد والإلحاد بالصوت والصورة والكلمة فنحن في بلد حر وديمقراطي وظن شراً ولا تسأل عن الخبر.
وهذا الجيل التعيس جيل الكورونا إلا من رحم ربي لم يعد الخوف والخشية من الله مكاناً في قلوبهم ، وصدق رسول الله-صلي الله عليه وسلم : "إنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلَامِ النُّبُوَّةِ الْأُولَى: إذَا لَمْ تَسْتَحِ فَاصْنَعْ مَا شِئْت"
أن مشكلة هذا الجيل السوبر الذي لا يعرف من الإسلام إلا أسمه ومن الدين إلا رسمه إلا من رحم ربي منهم هو أنه يحب الله حب مستحيل علي هواه ومزاجه كما يرضيه هو لا كما يرضي ربه.
وهيهات..هيهات أن ترتقي وتسمو نفوس هذا الجيل المنكرة الجاحدة كما كان جيلنا الذهبي قبل الانحطاط في زماننا هذا الذي علا فيه أهل المنكر علي أهل المعروف، حتي صارت البلطجة والإباحية فناً راقياً ،والهلوسة والجدال في الباطل فكراًعبقرياً، والتعالي علي العلماء الربانيين علماً وتجديداً.
أقول هذا الجيل السوبر الذي لا يعرف كيف يحب الله كما يريد الله منه لا كما يريد هو.
تراه ينقر صلاته أن صلي في رمضان أو غير رمضان نقر الديوك ، فما أثقل الطاعة علي نفسه من صلاة وقيام وترتيل قرآن وغير ذلك مما يحبه الله من عباده .
ولابن القيم-رحمه الله- اسطورة طريفة أي قصة خيالية ذكرها في كتابه (بدائع الفوائد) ليدرك الغافل كيف يحب الله؟!
تقول الأسطورة:
أن فأرة رأت جملاً فأعجبها ، فجرت خطامه فتبعها ، فلما وصلت إلى باب بيتها ، وقف الجمل متأملا صغر باب بیت الفارة مقارنة بحجمه الكبير جداً ، فنادى الجمل الفأرة قائلا إما أن تتخذي دارا تليق بمحبوبك أو تتخذي محبوبا يليق بدارك..
قال ابن القيم مخاطبا كل مؤمن ومؤمنة بالشاهد من القصة "إما أن تصلي صلاة تليق بمعبودك ! ، أو تتخذ معبودا يليق بصلاتك" انتهي.
نعم لا يليق بهذا الجيل أن يعبد الله كما يريد بل كما أراد منه فهو الرب ونحن عبيده وهو خالقنا ورازقنا.

نعم ورب الكعبة أن ثقل الطاعة في رمضان على القلوب الغافلة من الجيل السوبر بحجج واهية بعد الإفطار للجلوس كتنابلة السلطان أمام شاشة التلفاز تشاهد المسلسلات والفوازير وبرامج المقالب تارکه فضل الصلاة و الجماعات التي لن تمنعها الكورونا في بيوتنا –وأن شاء الله في بيوت الله تعالي- فضلاً عن ترتيل كتاب الله وثواب الدعاء والإلحاح فيه، ولقد ذكر الله تعالي استجابته لدعاء الداعين فقال تعالى : ( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يشدون ) البقرة ۱۸۹
فمتي يستشعر هذا الجيل المسكين الغافل عظمة اللجوء إلي ربه وخالقه وتوكله عليه - عز وجل- ويدعوه، وأن لم يكن في رمضان فمتي ؟!
أنه جيل يحتضر دينيا وخلقياً فهل يدرك العقلاء من أهل الحل والعقد تم الأهل والمصلحين وحتي كل من كان يدس أنفه دوماً في أمورنا في الدين والدنيا من أهل الفهامة والنباهة سواء كان يفهم أو يهرف بما لا يعرف عظمة الخطر الذي يحيط بهذا الجيل وهويته وإسلامه قبل فوات الأوان.
اللهم أني قد بلغت اللهم فاشهد
وكتبه العبد الفقير لعفو ربه
سيد مبارك

صدقة السر ونجوم الشباك

صدقة السر ونجوم الشباك
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي الرسول الـآمين وبعد.
ظاهرة عجيبة انتشرت علي حساب آلام البسطاء والفقراء وعائلتهم وحيائهم الذي أضاعوه، والحياء من الإيمان، وستزيد وتيرتها مع اقتراب شهر رمضان المبارك وسنري العجب منهم ،وهذه الظاهرة يلمسها ويراها رؤية عين الجميع، وحذر منها الكثير من أهل الفضل قبلي وها أنا أدلوا بدلوي لأحبتي في الله فديننا النصيحة.
يحرم فضحهم علانية بالتصوير والتلميع معهم وبابتسامة صفراء خبيثة ماكرة وكلمات تخرج من قلوب متحجرة قاسية خالية من المشاعر الإنسانية والأحاسيس الصادقة وصور وفيديوهات يراها الصالح والطالح لا يبتغي بها رضا الله تعالي ، ومن أحسن النية منهم حقاً فأمره إلي الله ولكنه أساء العمل والتصرف عفا الله عنه وعنا.
ألم يقرأ هؤلاء قوله تعالي (إِن تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيرٌ لَّكُمْ)- سورة البقرة: الآية /271
وقول نبينا الذي لا ينطق عن الهوي-صلي الله عليه وسلم-عن فضيلة التصدق في الخفاء، فقال: "سبعة يظلهم الله تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله".
ومن هؤلاء السبعة: "ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما أنفقت يمينه" والحديث متفق عليه
وأن جاز التصدق علانية كما في الآية فهذا لمن تعمد ذلك ليصل عمله لمن يري فيهم خيراً ليتعلموا ويقتدوا به من أهل الكرم والفضل مع ستر أصحاب الحاجة عن عيون المتطفلين الذين لا شأن لهم بهم ولايقدرون علي مساعدتهم.
هذا مفهوم وعقلاني وشرعي ولكن لا يبرر التصوير معهم وفضحهم بالصوت والصورة لينافسوا نجوم الشباك والسينما وحباً في الشهرة ،ولك الله يا أمة الإسلام من هؤلاء السفهاء.
ولمن لا يفقه دينه أو يفقه ولكنه أختار زينة الدنيا متمثلة في الشهرة والتفاخر علي حساب هتك ستر الغلابة والمساكين وذويهم الذين أنعم الله بها عليهم بالستر وأغناهم عن العالمين ، وحتي هذه النعمة سحبوها منهم اضطرارا لحاجتهم وخجلاً من أنفسهم وأمام معارفهم والبسوهم ثوب العار بجهلهم بدينهم ،وليتهم يتدبروا قوله تعالي: (مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}—15/16هود
وكما قلت رمضان علي الأبواب فهل يعتبروا؟
أما تفعل كورونا العجب –عافانا الله منها -ماعجز عنه الفضلاء من العلماء والدعاة المخلصين ،وتقنعهم خوفاً علي أنفسهم فنعمة الحياة عند هؤلاء أحب من الدنيا وأثمن من التقاخر الكاذب حتي لو كان هذا سيجعله نجم الشباك الأول بلا منازع.

وكتبه/ الفقير إلي عفو ربه
سيد مبارك

كن رمضانيًّا في بيتك ولا تكن دنيويًّا



همسات رمضانية
كن رمضانيًّا في بيتك ولا تكن دنيويًّا
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام علي النبي الكريم، صلى الله عليه وسلم، وبعد:
لأول مرة في رمضان تغلق مساجدنا ونحبس في بيوتنا خوفا من فيروس كورونا وهو جند من جنود الله وهذا قضاءه وحكمته أذل به الجبابرة فألتمسوا رضاه حسب معتقداتهم ونحن خلق من خلق الله ديننا الإسلام وعقيدتنا هي أصل التوحيد التي خلق الله الكون من أجلها لنصدع بها في الأفاق ورغم ضعفنا ومعصيتنا وانحراف البعض عن هذا الأصل العظيم فلا نملك إلا أن نقول لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وإنا لله وإنا إليه راجعون.
وأنا علي يقين أن هذا البلاء سيزول ولو بعد حين وسنتعلم من هذا الدرس العظيم وهذا البلاء الكبير أن الله هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ۚ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ۚ ولا مالك إلا هو ولارزق للخلق إلا منه وإليه، ولا ملجأ ولا منجأ منه إلا إليه سبحانه
فليكن رمضان هذا العام مختلفاً بالنسبة لنا بعد أن رأينا عظمته وضعف قوتنا وقلة حيلتنا في كل بقاع الدنيا في هذا العالم الفاني المتحضر منه علميا والمتخلف وسبحان الله القائل :

{يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6) الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (7) فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاءَ رَكَّبَكَ (8)} [ الانفطار]
فكن رمضانيا في بيتك ولا تكن دنيويا ولتسمو نفسك وتترقي في رحاب الحق في شهر القرآن شهر الرحمة والمغفرة، الذي يعتق الله تعالى فيه كل ليلة رقابنا من النار؟
ولنتذكر قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 183]، فتقوى الله تعالى هي الغاية من الصيام، وهي خير زاد في الدنيا والآخرة، ولهذا أوصانا الله بها، فقال تعالى: ﴿ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ ﴾ [البقرة: 197]، وهل نتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ)؛ متفق عليه.

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ)؛ متفق عليه. وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ، فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ)؛ البخاري.
أحبتي في الله:
شهر رمضان شهر القرآن والطاعة والذكر والقيام، وليس شهرًا للسهر والطعام والشراب فأجعلوا بيوتكم عامرة بذكر الله والصلاة والقيام، ولنتنافس في ذلك الخير ألم يقل الله تعالى: ﴿ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [آل عمران: 133].
فمن فعل فقد أفلح وفاز، وليستبشر خيرًا، فإن الله تعالى يقول في الحديث: (كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصِّيَامَ، فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ، فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَصْخَبْ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ، فَلْيَقُلْ: إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ، لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا: إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ، وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ)، ومن خسر وخاب، فلا يلومنَّ إلا نفسه.

فنصيحتي لنفسي ولكل مسلم: كن رمضانيًّا ولا تكن دنيويًّا، وتذكر أننا أن أردنا الفلاح والنجاة في الدنيا والآخرة، فعلينا في رمضان وغير رمضان أن نروِّض أنفسنا على عمل ثلاثة أشياء على الأقل في هذه الظروف العصيبة.:.
1- المحافظة على الصلاة والقيام.
3- المداومة على قراءة كتاب الله جل وعلا.
4- حفظ الجوارح عن الحرام.
ولك الحرية في انخاذ الوسيلة المناسبة والوقت المناسب لتنظيم ذلك أنت وأهل بيتك وأحذر من التهاون والكسل وتظن أن وجودك في البيت فرصة للعب واللهو وضياع الوقت فيما حرم الله فلا فارق بين حبس الشياطين في رمضان وحبسك أنت في بيتك ،ولن ينفعك الندم بعد الرحيل ،وتذكر قوله تعالي أيها الراعي عن بيتك (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (6) )-التحريم
اللهم أني قد بلغت اللهم فأشهد

نصائح وفضائح



همسات رمضانية
نصائح وفضائح
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي النبي الآمين وبعد..
أحبتي في الله، ونحن في بيوتنا نفعل ما نستطيعه من طاعات من صلاة وقيام وذكر..الخ
ليسأل كلُّ واحد منا نفسه: هل أنا ممن قال الله تعالى فيهم: ﴿ يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [الحديد: 12].
أو من قال نبينا صلى الله عليه وسلم فيهم: «إن المقسطين عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمن عز وجل، وكلتا يديه يمين، الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما وَلُوا"؛ رواه مسلم.
فإن كان الجواب: لا ندري؟
وهذا حق، فلا يعلم الغيب إلا الله، ولكن هناك علامة أخبرنا بها رسول الله صلى عليه وسلم: "مَن أراد أن يعلم ما له عند الله؛ فلينظر ما لله عنده"؛ الصحيحة، (٢٣١٠).
فانظُر رحمك الله إلى حالك مع الله في سريرتك وعلانيتك وأنت في بيتك، مع زوجتك وأولادك ومن يزورك من الأحبة في هذه الأيام العجاف ، وما أمرك به في القرآن والسنة، لكي تعرِفْ نفسك ومقامَك.
وأن قلت لااستطيع وهذا محال فسوف أجاريك لأن نفوسنا أمارة بالسوء إلا من رحم ربي وأنتبه لما أقوله لك من نصائح فمازالنا في بداية الشهر الكريم.

- النصيحة الأولي : لنقُم أحبتي في رمضان بعمل إحصائية للغيبة أو النميمة فقد تحلو الجلسة مع اسرتك وعائلتك ومن يأتي لزيارتك ممن يتواكل ويقول لا يخشي إلا الله من أصدقاء السوء رغم الحظر، ورغم أنك لا تعلم أين كانوا ومن قابلوا قبلك ،ولا يهمهم كورونا ولا يمنعهم حظر، وتجاريهم وتقول: بيوتنا مستورة ويحلو التجمع عن عيون الحكومة ، ولكن لا تنسي يا مغرور أن أسرتك أمانة في رقبتك، فلا تدخل في دارك إلا الموثوق أمانته والمعلوم دينه وخلقة واتخذ احتياطك مع ذلك .
أقول أول نصيحة لي ولك أعمل إحصائية للغيبة والنميمة أن كنت في غفلة مطموس البصر والبصيرة وتظن لا حساب ولا عقاب والله يراك ويعلم سريرتك وعلانيتك، وسوف تجد كل أقوالك وأفعالك في كتابك يوم القيامة منشوراً ، فكيف تحب أن تراه؟ هيا جدد ونظف قبل فوات آوان الندم.

-والنصيحة الثانية : الحذر من الإسراف في كل شيء مثل الطعام أو النوم ،و في رؤية ما حرَّمه الله ورسوله، مما نشاهده على شاشة التلفاز من مسلسلات رديئة وبرامج المقالب التي يقوم به بعض مرضي القلوب ممن يسمونهم زوراً فنانين وهم أقرب للغوغائيين الهمج لاتري منهم ‘لا صراخاً وعويلا.
لا حظر يمنعهم ولا فكر راقي غير الانحطاط يجمعهم، ثم تسأل نفسك هل يكفي رصيدك من الحسنات من الصلاة والقيام والصوم والذكر، وقراءة القرآن ، وغير ذلك في رمضان، لسدِّ الخلل في ميزانك؟!
فإن كان الجواب على غير المأمول، فليس من الحكمة أن يغفل كل واحد منا عن قوله تعالى: ﴿ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ * وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [هود: 114، 115]، وليس من الحكمة ألا نجتهد بكل السبل الشرعية لترجيح كِفَّة حسناتنا، ولا نعد العدة ليوم الحساب الذي قال عنه ربُّ العزة: ﴿ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴾ [الشعراء: 88، 89].
فهل تُدرك نفسك قبل فوات الأوان؟ أنت أدرى


والنصيحة الثالثة والأخيرة : أحذر من منشوراتك علي العامة فالفيس بوك سلاح ذو حدين؛ قد يستخدم في نشر الدعوة أو في تضليل العباد، ومَن أراد أن يعرف مقامه، فلينظر لصفحته، فكل إناء بما فيه ينضح.
وعود نفسك دوماً أنك وصلت لنهاية الطريق وأنك علي وشك الرحيل ليستشعر قلبك حقيقة الخوف من لقاء الله وبكشف أمام عينيك حساب تخجل منه ،قد ينطلي بما فيه من علم زاخر عمن لا يعلم حقيقتك ،ولكن أمام علام الغيوب فضائح ومخازي أمام الخلق والمُتَشَبِّعُ بِمَا لَمْ يُعْطَ كَلاَبِسِ ثَوْبَيْ زُورٍ.
وأعلم رحمك الله رمضان فرصة للإصلاح والنجاة و لن تستطيع الجمع بين خوفك ورغبتك في التباهي بما ليس فيك في هذه الدنيا ، فلا يجتمع الخوف والرغبة ابداً في قلب المؤمن إلا مع طاعة الله عز وجل، فالمؤمن الحق يرى في قربه الخوف والخشية من عظمته، وفي نفس الوقت الرغبة والطمع في جنته ورحمته.
وأقول دوماً ليس الحق بكثرة أتباعه من الخلق دون بيِّنة وبرهان، بل الحق ما دل عليه الدليل من القرآن والسنة أنه حق، وليس بعده إلا الضلال، ولو اتَّبعه قلةٌ من الخلق.

فانظر من تصاحب ومن يمدحك ويلهمك وينصحك، وهل هم من أهل الحق أم أنك وحيداً وأنت لا تدري؟
فيكون كورونا سبباً لفضحك وكشف المستور منك وأنارة بصيرة المخدوع فيك رغم الحظر والسترعن العيون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
وكتبه الفقير لعفو ربه
سيد مبارك

إن الله يحب المحسنين



إن الله يحب المحسنين
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أما بعد:
هل أنت من المحسنين؟
أخي الحبيب، قد يظلمك إنسان لا يتقي الله فيك أو يعتدي عليك أو يضُرُّك، ثم أنت مع ذلك لا تظلمه ولا تغتابه؛ وإنما تعذره وتدعو له، فهذا منك إحسان يُجازيك الله عليه خيرًا.

• قد تُسيء إليكَ زوجتُك بكلمة أو فعل؛ ولكنك تصبر وتأبى الرد؛ لأنها زوجتك وأُمُّ أولادك، وتقول لنفسك الأمَّارة بالسوء: لعلَّها غاضبة مني لسبب ما، ولعلَّني أخطأتُ في حقِّها، فلا تغضب ولا تضرب ولا تهجر؛ وإنما تعاملها بالمودَّة والرحمة رغم كل ذلك، فهذا إحسان يجازيك الله عنه خيرًا، والإنسان عمومًا لا تخلو حياته من الهموم والغموم، ومن المشاكل مع خلق الله تعالى، ويتعامل معهم بما يرضي الله عنه، لا يسألهم أجرًا إلَّا رضا ربِّه، فهذا إنسان يعرف حقيقة العبودية لله في الإحسان، فما هو الإحسان؟ ومتى يكون مقبولًا أو مرفوضًا؟
الإحسان معناه في اللغة: إتقان الشيء وإتمامه، وهو مأخوذ من الحُسْن، وهو الجَمَال، وضد القبح، وهو في الشرع، كما قال النبي في حديث جبريل الذي أخرجه مسلم من طريق عمر بن الخطاب، وأخرجه البخاري عن طريق أبي هريرة رضي الله عنهما، عرف النبي الإحسان بكلمات جامعة راقية "مَا الْإِحْسَانُ؟ قَالَ: ((أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاك))،ولنسمع قول الله عز وجل: ﴿ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [البقرة: 195]، وقال تعالى: ﴿ هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ ﴾ [الرحمن: 60].
وكن أخي الحبيب على يقين إن أنت أحسنتَ مع الناس أحسَن الناس إليك؛ لأن الجزاء من جنس العمل، واسمَع هذه القصة اللطيفةالتي ذكرَها بعض أهل الفضل:
*يذكر أن رجلًا نزل هو وولده واديًا، انشغل الرجل بعمله، وأخذ الولد الصغير يلهو بكلمات وأصوات، فُوجئ الولد أن لهذه الأصوات صدًى يعود إليه، فظنَّ أن هناك من يُكلِّمه أو يرد عليه، فقال: من أنت؟ فعاد الصدى: من أنت؟ قال الولد: أفصح لي عن شخصك؟ فردَّ عليه: أفصح لي عن شخصك؟

فقال الولد غاضبًا: أنت رجل جبان وتخفى عني، فرجعت إليه العبارة نفسها، فقال الولد: إن صاحب الصوت يستهزئ بي ويسخَر مني، فانفعل وخرج عن طوره، وبدأ يسبُّ ويلعن، وكلَّما سبَّ أو لعن رجَعت عليه مثلها، جاء الوالد ووجد ولده منهارًا مضطربًا، فسأله عن السبب، فأخبره الخبر، فقال له: هوِّن عليك يا بني، وأراد أن يُعلِّمه درسًا عمليًّا، فصاح بأعلى صوته: أنت رجل طيِّب، فرجع إليه الصوت: أنت رجل طيب، ثم قال: أحسن الله إليك، فكان الردُّ: أحسن الله إليك، وكلَّما قال كلامًا حسنًا كان الرد بمثله، سأل الولد والده بدهشة واستغراب: لماذا يتعامل معك بطريقة مؤدَّبة، ولا يُسمعك إلَّا كلامًا حسنًا؟! فقال له الأب: يا بني، هذا الصوت الذي سِمعته هو صدى عملك، فلو أحسنتَ المنطِق لأحسن الردَّ؛ ولكنَّك أسأت فكذلك.
أحبَّتي في الله، الإحسان صفة نبيلة، وخصلة جليلة، يحبُّها الله، ويحبُّ أهلها، إذا أحسن المسلم إلى الآخرين في هذه الدنيا، كانت النتيجة إحسانَ الله إليه في الدنيا والآخرة، وحبَّبَ إليه خلقه، ولا ريب عند العقلاء أن أول المستفيدين من الإحسان هم المحسنون أنفسهم، يجنون ثمراته في نفوسهم وأخلاقهم وضمائرهم؛ فيجدون الانشراح والسكينة والطُّمَأْنينة والراحة التي لا يحدُّها حدُّ.
جرِّب أخي الحبيب ولن تخسر شيئًا، فإن كنت مهمومًا أو تشعُر بالإحباط من مشاكل البيت والأولاد أو العمل، أو جار سيئ أو مرض أو غير ذلك، فجرِّب الإحسان.
واسمَع هذا الحديث الجميل الذي يزيد نشاطك لثمرات الإحسان وعمل الخير، ولو كان الإحسان لأهلك وأولادك، فلكل عمل أجر، والحديث في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت: "جَاءَتْنِي مِسْكِينَةٌ تَحْمِلُ ابْنَتَيْنِ لَهَا، فَأَطْعَمْتُها ثَلاثَ تَمَراتٍ، فَأَعْطَتْ كُلَّ وَاحِدةٍ مِنْهُما تَمْرَةً، وَرَفَعَتْ إِلَى فِيهَا تَمْرَةً لِتَأْكُلَهَا فَاسْتَطْعَمَتْهَا ابْنَتَاهَا، فَشَقَّت التَّمْرَةَ الَّتِي كَانَتْ تُرِيدُ أَنْ تَأْكُلَهَا بَيْنَهُمَا، فَأَعْجَبَنِي شَأْنُهَا، فَذَكَرْتُ الَّذِي صَنَعَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: ((إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَوْجَبَ لَهَا بِهَا الْجَنَّةَ أَوْ أَعْتَقَهَا بِهَا مِنْ النَّار))".
هذا هو ثواب الإحسان حتى على الأهل، فماذا ننتظر، اللهم اجعلنا من المحسنين وتقبَّل منا يا رب العالمين.
رابط الموضوع علي موقع الألوكة كاملاً: https://www.alukah.net/sharia/0/130925/#ixzz6LDhYGrcu

الفن بين الواقعية والتحريف

كلمة حق
الفن بين الواقعية والتحريف
الحمد لله رب العالمين وكفي والصلاة والسلام علي النبي الأمين وبعد..
كان لنا مقالة فيما سبق في تعليقنا عن فن هذه الأيام بعنوان "هل في مصر فن راقي حقاً" ففن هذه الأيام في زمن الكورونا يعج بالبلطجة والمخدرات والجنس وفنانين وفنانات كل علاقتهم بالفن كعلاقة توم وجيري في أفلام الكرتون علاقة حب وعدائية للتسلية ، ولا يشتركون إلا في حبهم للمال علي حساب دينهم ووطنهم والفن الأصيل الذي يسمو بالقيم الإنسانية
وجاءت الطامة الكبرى في مسلسل الاختيار الذي كثر فيه التحريف والقدح ورغم عدم رؤيتنا له ولكن كثير من الأخوة الأفاضل بما كتب عن محتواه جعل نهاية الصبر علي هذا الاسفاف مستحيل فقد بلغ السيل الزبى.
والعجيب أن يخرج بعضهم يقول : أن مسلسل "الاختيار" شهد جرأة شديدة جدًا، وعرض الفكر والرأى الآخر، وحقق مناعة كبيرة لدى المصريين.انتهي
فالتطاول علي علمائنا كشيخ الإسلام ابن تيمية ووصفه بالتطرف وتحريف كلامه فيأخذ المؤلف ما يعجبه ويخرجه من سياقه ويشاركه المخرج والممثل في التدليس والبهتان .
ولمن لا يعلم منهم شيخ الإسلام ابن تيمية بلغ من العلم والتقى والصلاح والزهد الكثير وذاع صيته أرجاء المعمورة وحفظ القرآن الكريم، واشتغل بحفظ الحديث والفقه واللغة، وبرع في النحو، والتفسيرعُرِف بالذّكاء، وقوّة الحفظ وسرعة البديهة وكان فريد عصره في الزهد والجهاد في سبيل الله، والعلم، والشجاعة، وكثرة التصانيف فكان قويّ التوكّل على الله تعالي لا يخاف ولا يخشي غيره دائم الذكر، ، فصار إماماً يعترف له الجهابذة بالعلم، والفضل، والإمامة، في عصره وغير ذلك كثير.
وقد ذكر بعض أحبتنا من الأخوة الأفاضل من أهل العلم مشهد في مسلسل الاختيار:
"يقول أحد الارهابيين نفجر موكب الوزير ، فرد آخر وقال : طيب والمدنيين ؟
فقال له : يبعثون على نياتهم كما علمنا شيخنا ابن تيمية !"انتهي كلامه

قلت: وكل مسلم يعلم أن هذا قول الرسول-صلي الله عليه وسلم.
وهذا تدليس واضح فبدل الطعن في شيخ الإسلام طعنوا بسخريتهم في حديث الصادق المعصوم ففضح الله جهلهم لهم من الله مايستحقون .
حقاً أنه لأمر مؤسف أن يكون للوقاحة علي علمائنا ورموزنا وتعاليم النبي-صلي الله عليه وسلم- من بني جلدتنا ، ويظن في السخرية من اللحية والنقاب في هذا المسلسل أو غيره نوع من الفكر والرأي الأخر فهل هذا فكر وهل السخرية والافتراء علي الدين ورموزه وعلمائه فكر ورأي أخر ؟مالكم كيف تحكمون!
وتجد لهؤلاء في مجتمع يسيطر عليه النخبة العلمانية ظهر يسندها ولسان يؤيدها وفي زمن الرويبضة والكورونا ولك الله يامصر!
،وكنت اتمني الحياد ممن يتصدي للثناء علي مسلسل أو برامج ويتكلم فيما يفهمه ولا يهرف فيما لا يعرف ولكن هيهات ..هيهات
اغلقوا المساجد وفتحوها لمسلسل رمضاني بطله لا علاقة له بالفن الأصيل بل فن الشوارع والبلطجة ، وشاركه ممثلين ممن يفسدون أخلاق الناس بفنهم الهابط السمج.
ناهيك عن سخافة وترويع برامج المقالب الرمضانية ومقدميه، وهو سقطة كبري يسأل عنها كل مسئول في الأعلام في أرض المحروسة التي بات يحرسها الهبد للتعايش مع واقع مر و تماشيًا مع موضة عصرهم.
هل تتذكرون أن أهل الفن اتحفونا فيما مضي بأفلام ومسلسلات تحتقر الدين وأهله مثل " مسلسل "غرابيب سود" حتي توقف.
أننا نري أن حال الفن السينمائي والغنائي في مصرنا الحبيبة في عصر الكورونا وما قبله لأمر يدمي القلب ويثير الشفقة..
فلغة العنف والجنس واستباحة المحرمات هي اللغة السائدة تجاريا الآن.
وهذا أمر يؤدي لتدني أخلاق الناس وانحرافهم عن دينهم.
وقلت من قبل ونكرر دوماً أيها السادة المدافعيبن عن فن هذه الأيام
إن لم نختلف وهذا لمن عقل منهم!
أن الفن سلاح ذو حدين .
فقد يرتقي بحياة الناس ويدعوهم للتمسك بالفضيلة والخير وكل الأخلاق الحميدة التي حث عليها الله ورسوله –صلي الله عليه وسلم- أو يؤدي بها وأبنائها من الشاب إلي الحضيض!!
والفنان أيا كان نوع الفن الذي يقوم به صاحب رسالة ومبدأ.
ولكن ليس كل ما يشتهيه المرء يدركه .
ففن اليوم وخصوصاً الفن السينمائي والغنائي فن أكثره هابط ..فاحش ..بذي.
يخالف الدين والتقاليد ويحارب الفضيلة ويعين علي نشر الرذيلة.
بيد أننا لا نهاجم الفن كفن .
ولكن نسأل كل لبيب وغيور على دينه ووطنه.
هل فن هذه الأيام حلال أم حرام؟
ولا عجب إن عظم الخطب وظن البعض أن فن التمثيل والغناء والموسيقى والرقص إلي أخره...
يسمو بالنفس البشرية إلى أفاق عالية من الرقي والتطور لأنهم يعبروا عن وجدان الأمة ومن أسباب نهضتها !!
وأصبحت تلك المجلات والصحف تتهافت علي السبق الصحفي ونشر أحدث أعمالهم وربما فضائحهم من أجل زيادة التوزيع علي حساب ما ينفع الناس في دينهم ودنياهم...
نعم هناك بعضهم ممن رحم ربي منهم ممن ينأي بنفسه عن هذا الإسفاف والانحطاط بعد توبتهم ورجوعهم إلي الحق ولا يشاركون إلا فيما يرضي الله تعالي ولا يخرج عن حدوده وهم يشكرون علي ذلك.
وهذا بعض ماقلته سابقاً ونكرر دوماً عند حديثنا عن انحطاط الفن وأهله إلا من رحم ربي
قال تعالي(وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (153) )- الأنعام
ونكرر دوماً ..
الفن الأصيل أياً كان نوعه الذي ينمي العقل والفكر ويحبب النفس إلي الدين ويدعوا إلي الفضيلة والأخلاق والورع والتقوي ولا يتعدي حدود الله..
وكل إنسان تشهد عليه جوارحه بما كان يعمل في دار الغرور.
فأين المفر يامن تشجعون وتحرضون وتشاركون في هذا الفن الهابط؟
قال تعالي : (وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (19) حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (20))-فصلت
وبيننا وبينكم الله يا أهل الفن والواقعية الذي يحارب فيه الدين ورموز جهاراً نهاراً بلا حياء وحسبنا الله ونعم الوكيل
وكتبه/ سيد مبارك